«بعد أمطار غير مسبوقة».. تواصل البحث عن ضحايا ومفقودين إثر فيضانات اليابان
«بعد أمطار غير مسبوقة».. تواصل البحث عن ضحايا ومفقودين إثر فيضانات اليابان
دمرت الفيضانات والانزلاقات الأرضية التي ضربت شبه جزيرة نوتو بوسط اليابان العديد من المنازل، مخلفة وراءها كارثة طبيعية جديدة في منطقة لا تزال تعاني من تداعيات زلزال مدمر وقع في بداية العام.
ونتيجة لهذه الفيضانات، أطلقت فرق الإنقاذ عمليات بحث مكثفة خلال اليومين الماضيين، على ضفاف النهر للعثور على ضحايا ومفقودين، حيث أفادت السلطات بوفاة سبعة أشخاص على الأقل وفقدان سبعة آخرين، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، وفق وكالة "فرانس برس".
وانضم سكان محليون، من بينهم والد الفتاة المفقودة، إلى قوات الشرطة وعناصر الإطفاء في جهود البحث، مستغلين تحسن الأحوال الجوية مؤخرًا لمواصلة هذه العمليات في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها المنطقة.
معدل غير مسبوق من الأمطار
جاءت الفيضانات التي بدأت منذ يوم السبت، بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي بلغ منسوبها أكثر من 540 ملم في مدينة واجيما خلال 72 ساعة، وهو معدل غير مسبوق من الأمطار في تاريخ المنطقة منذ بدء تسجيل البيانات.
وأدت هذه الكارثة إلى غمر العديد من المنازل والمنشآت، ما جعل الوضع الإنساني أكثر تعقيدًا خاصةً في ظل محاولات المنطقة للتعافي من زلزال سابق ضربها في الأول من يناير بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر.
وقد أسفر الزلزال حينها عن انهيار العديد من المباني وتسبب في حدوث موجات تسونامي، فضلاً عن اندلاع حرائق كبيرة، مما أدى إلى وفاة 374 شخصًا على الأقل وتدمير واسع للبنية التحتية.
وأغرقت الفيضانات المساكن الطارئة التي تم بناؤها لإيواء الأشخاص الذين فقدوا منازلهم جراء زلزال بداية العام، ما زاد من معاناة السكان المتضررين الذين يواجهون الآن كارثتين متتاليتين.
انزلاقات أرضية وإغلاق الطرق
وتسببت الأمطار الغزيرة في حدوث انزلاقات أرضية أغلقت العديد من الطرق وعزلت أكثر من مئة موقع في المنطقة، مما جعل عمليات الإغاثة أكثر صعوبة وتعقيدًا.
ولا تزال الكهرباء منقطعة عن حوالي 3600 منزل، وفقًا لشركة "هوكوريكو" المسؤولة عن إمدادات الكهرباء، ما يزيد من معاناة السكان في ظل هذه الظروف القاسية.
تشكل هذه الفيضانات دليلاً إضافياً على حجم التحديات التي تواجهها اليابان في التعامل مع الكوارث الطبيعية المتكررة، خاصة في المناطق التي تعاني من هشاشة البنية التحتية نتيجة الكوارث السابقة.
وتسلط هذه الكارثة الضوء على الحاجة إلى تعزيز الجهود الحكومية والمجتمعية في سبيل توفير الحماية اللازمة للسكان المتضررين، وتطوير استراتيجيات طويلة الأمد للتعافي من الأزمات المتعاقبة التي تضرب البلاد.